تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
شيرين عبدالوهاب
شيرين عبدالوهاب

شيرين عبدالوهاب "السمينة "المرأة التي تشبهنا

2022-10-15

رحاب ضاهر -بيروت

رغم تغير كثير من المفاهيم في عالم الفن، إلا أن الصورة الكلاسيكية للنجمات لم تتغيبر منذ سنوات طويلة اذ بقيت النجمات يمثلن " ايقونات " الجمال المطلق والرشاقة الدائمة التي لاتتغير مع الزمن.

 ورغم ظهور عدد من الممثلات  البدينات على مر السنوات وتحقيقهن نجومية  الا أنهن لم يفلحن بكسر نمطية الصورة التقليدية  للفنانة النحيفة، وتم حصرهن في الادوار الكوميدية، وحتى ظهور موجة عارضات الازياء  " الكيرفي" لم تستطع ان تزيح من الاذهان صورة النجمة النحيفة، مع تجاهل تام ان هذه النجمة بشر تخضع لقوانين التغيرات الجسمانية ، التي تطرأ على اي امراة عادية.

شيرين عبدالوهاب

وبات في حكم المؤكد ان النجمة التي تفقد رشاقتها يجردها الجمهور من موهبتها، ويركز فقط في وزنها الذي يصبح مادة دسمة للتنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعنوان عريض في المواقع الفنية، كما حصل مؤخرا مع النجمة المصرية شيرين عبدالوهاب، فالجمهور تناسى موهبتها واجتهد بجلدها بعبارات جارحة وقاسية، لدرجة ان البعض اطلق عليها لقب "الحجة شيرين" باعتبار ان "الحجة" بالمفهوم الشعبي امراة بدينة، والبعض الآخر تندر بانها حامل بتوأم  في سخرية مقيتة دون مراعاة ان شيرين تمر باسوء مرحلة في حياتها الشخصية.

 بمقابل هذا التنمر لاقت شيرين استحسان  لدى كثير من النساء اذ اعتبرن اطلالتها  انتصارا للبدانة أو على الارجح لزيادة الوزن، وإطاحة بصورة الكمال لدى النجمات ذوات الخصور النحيلة، فقد وجدت هؤلاء أن هيئة شيرين  الحالية بوزنها الزائد واهمالها لنفسها  هي صورة المرأة الأقرب للواقع، والتي ترغب النساء برؤيتها أكثر من رؤية نجمات  بمقاسات مثالية كرستها الدراما والسينما  وعلقت كثير من السيدات  بعبارة  "شيرين امرأة تشبهنا!".

وهذا يحسب  لشيرين التي ضربت بكل مقاييس النجومية عرض الحائط  واطلت على  الجمهور كما هي دون الإكتراث لوزنها الزائد،على عكس  كثير من النجمات اللواتي يفضلن الابتعاد عن مواجهة الجمهور حين يطرأ عليهن تغير، فمثلا السندريلا الراحلة سعاد حسني عندما زاد وزنها في السنوات الاخيرة كانت ترفص مواجهة الجمهور حتى لاتهتز صورتها كنجمة في نظر الجمهور. 

وزن شيرين الزائد لم يغير مكانتها كنجمة غناء صف اول  بل عززت هذه النجومية بكثير من الواقعية بانها " امراة تشبهنا"، وخاضعة للتغيرات البيولوجية التي تطرأ على النساء عبر الزمن، وهذا ما يجعلنا  نتساءل ماذا لو تخلت قليلا النجمات العربيات عن" فلاتر" التطبيقات على منصات التواصل الاجتماعي  و"الفوتوشوب" وظهرن بصور أقرب الى الواقع.. والى النساء العاديات، وربات البيوت، بعيدا عن شعارهن الدائم بأن جمالهن " طبيعي!".


 

شيرين عبدالوهاب

احدث المقالات