تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
اليسا
اليسا

اليسا .. ونجومية الموقف السياسي "ريتويت صحة السلامة"

2022-11-13

رحاب ضاهر – بيروت 

حافظت الفنانة اليسا علي تواجدها، واستمراريتها على الساحة الفنية في العشر سنوات الأخيرة  بفضل "السوشيال ميديا"، التي أتاحت لها مساحة كبيرة لتصدر نفسها كـ" مؤثرة"، وعرفت جيدا كيف تستثمر هذا المنبر لتبقي الأكثر حديثا علي مواقع التواصل الاجتماعي، وليبقي اسمها  متداولا بعيدا عن نشاطها الفني،  إذا كان لمواقفها السياسية وآرائها، أثرا كبيرا في زيادة هالة النجومية لديها وزيادة عدد "الفولورز"، فأصبح يروق لها بين الحين والآخر إطلاق مواقف وآراء سياسية تتعلق بالشأن اللبناني  تجعلها  حديث الساعة.

وكانت تنقسم الآراء حول اليسا، فالبعض كان يرى أنها يجب أن تحتفظ برأيها السياسي لنفسها، والبعض الآخر يرى أنها "مؤثرة" ويحق لها التعبير عن آرائها ومواقفها، ومن منطلق أنها فنانة و"صاحبة رأي" لم تكتفي اليسا  بالتعبير عن رأيها في قضايا بلدها لبنان، بل أخذت "تشطح"  إلى خارج الحدود اللبنانية،  فتعلن تعاطفها وتضامنها مع بعض القضايا الإنسانيه، من باب  أنها  " صاحبة رأي"، وأنها على اطلاع بكافة القضايا الوطنية والإنسانية حول العالم، فتقوم بعمل "ريتويت"  لناشطين وإعلاميين يتناولون قضايا مختلفة دون أن تكون على دراية كافية بهذه القضايا أحيانا وكما صرحت مع عمرو أديب  انها قامت بعمل "ريتويت على صحة السلامة".

هذا  الـ " ريتويت الأعمى" أو كما قالت على "صحة السلامة" لطالما ورطها مع جمهورها خارج لبنان، وجرها إلى تقديم اعتذارات وتوضيحات، فمثلا عندما زار إسماعيل هنيّة بيروت منذ سنتين، وقام  بتهديد إسرائيل من لبنان استفزّ ذلك إليسا، وقامت بعمل ريتويت لحسابات تهاجم هنيّة وإقحام لبنان في القضية الفلسطينية،  فتعرضت لهجوم وعتاب من قبل الجمهور في الأراضي المحتلة، مما جعلها توضح أنّها تكن كل الحب لفلسطين، وتحلم بزيارة القدس، وتمنّت ألا يزايد أحد على لبنان بالتحديد في هذا الموضوع خاصّة أنّه أكثر بلد دافع عن القضية، وخصّت بالذكر من أسمتهم المتآمرين على الشعب الفلسطيني، ومن يقيمون في بلدان تقيم معاهدات سلام مع إسرائيل، مما جعل الجمهور الإماراتي ينقلب على اليسا ويعتبر أن كلامها موجه إلى الامارات، وطالب مغردون إمارتيون بمنعها من دخول الإمارات، لتسارع اليسا وتقدم اعتذارها وتوضح إنّها تحترم خيارات كل بلد ومصلحته، متمنيةً أن يحترم الآخرون بلدها.

لكن لا يبدو أن "كل مرة بتسلم الجرة" مع "ريتويت السلامة" فاليسا المهتمة فقط عبر التغريدات على "تويتر"  بالقضايا  السياسية والاجتماعية والإنسانية، قادها تسرعها وعدم معرفتها بتفاصيل قضية المعتقل المصري علاء عبد الفتاح، للوقوع في قبضة الجمهور المصري، بعد قيامها  بعمل "ريتويت صحة السلامة" لتغريدة الإعلامية اللبنانية ديما صادق، التي تعلن فيها عن وقفة أمام السفارة البريطانية في بيروت، للمطالبة بالإفراج عن علاء عبد الفتاح، لتفتح الجبهات على اليسا وأطلق هاشتاغ "إليسا غير مرحب بيكي في مصر"، مطالبين إدارة مهرجان "zed" بإلغاء حفلها المقرر في 18 تشرين الثاني.  ولتبدأ بعدها اليسا  محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه،  فقامت  بإلغاء "الريتويت" ، ونشرت تغريدة تمتدح فيها مؤتمر "كوب 27" للمناخ الذي تستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ.

 وفي محاولة أخيرة منها لامتصاص الغضب المصري أطلت في مداخلة مع عمرو أديب في برنامج "الحكاية" لـ"تزيد الطين بلة"، فقالت إنها لم تكن تعرف أن علاء عبد الفتاح  مصري الجنسية، وظنت انه لبناني، وأكدت أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لمصر، وأنها تعطي  رأيها في الشأن  اللبناني فقط. 

وإذا كان ما قالته صحيحا عن عدم معرفتها بجنسية علاء عبد الفتاح  فينطيق عليها بيت الشعر  القائل :" فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم"، إذ أنها أظهرت للرأي العام أنها مجرد باحثة عن أن تكون نجمة موقف سياسي، وإن كانت  "جاهلة" بتفاصيل هذا الموقف ، وأن "الريتويت على صحة السلامة" وسيلة للبقاء في دائرة الاهتمام، وركوب موجة "الترند" على "السوشيال ميديا" والذي وصفته بأنه سلاح ذو حدين.

ومن هذا المنطلق على اليسا  أن تتعلم أنها  ليس في كل المواقف "صاحبة رأي"، وانه من الأفضل في بعض الأحيان أن تحتفظ برأيها لنفسها والبعد عن "ريتويت صحة السلامة" الذي قد يؤدي  احيانا كثيرة الى" سكة الندامة".

اليسا

احدث المقالات