رحاب ضاهر – بيروت
عرضت مؤخرا شبكة " نتفليكس" المسلسل التركي " رحلة الطيور" او كما عرف في العالم العربي بـ الطموح الاعمى، وجمعت مجددا بين الممثلة التركية بيرجي اكالاي والممثل ابراهيم شيليكول، بعد نجاح ثنائيتهما منذ خمس سنوات في مسلسل" حب ابيض اسود".
مسلسل الطموح الاعمى سقوط المؤسسات الاعلامية في فخ " الرايتنغ"
المسلسل يخرج من عباءة الرومانسية وعلاقات الحب، والقصص النفسية ويدخل الى دهاليز المؤسسات الاعلامية، مقدما وجبة دسمة لمن يرغب بمعرفة كيف اصبح حال الاعلام مع سطوة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يصور الفجوة بين الإعلام التقليدي والاعلام البديل، وكيف يطيح " الهشتاغ" خلال ساعة واحدة، بمن تربع على القمة لسنوات بسبب سهولة التلاعب بمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وتضليلهم عبر ما يعرف بالذباب الالكتروني او الحسابات الوهمية المزيفة.
ومحاولات اسقاط الإعلام الحقيقي ليحل محله اعلام صانعي المحتوى او مشاهير الصدفة، عبر قصة معجبة مهووسة " اسلي" باعلامية شهير " لالي كيران" يقودها اعجابها المرضي الى العمل على الاطاحة بها لتأخذ مكانها فتبدأ برسم المكائد والاكاذيب مستخدمة سلاح "السوشيال ميديا " و الهشتاغ" لنشر اخبار وشائعات عنها مستغلة عملها كمتدربة داخل القناة في البرنامج الذي تقدمه لالي كيران منذ سنوات وبنجاح، لكن كعادة البرامج التلفزيونية تصاب بلعنة " الرايتنغ" " والبحث عما يجذب الجمهور الذي بات بفضل منصات التواصل الاجتماعي، ورغم كل هذه التحديات ترفض لالي كيران الانسياق وراء الاثارة وصحافة النميمة، واستضافة مشاهير منصات التواصل الاجتماعي من اجل زيادة مشاهدة برنامجها، وتفضل نقل الحقيقة على السرعة لحصد المشاهدات رافضة ان يكون مصدرها مواقع التواصل الاجتماعي كما يفعل غيرها.
ويدور صراع بين لالي كيران التي تتمسك بثوابت مهنتها، لدرجة اصبح يطلق عليها "البث الارضي" ، وبين منتج البرنامج كنان الذي يقوم بدروه ابراهيم شيلكول والذي يريد منها ان تنخرط في عالم "السوشيل ميديا" وان تقبل باستضافة واحدة من مشاهير " انستغرام" لان لديها ثلاثة ملايين متابع، ولكنها ترفض لانها تعتبهم اشخاصا مزيفون ولا يعرف ماهي وظيفتهم في الحياة، فيرد عليها قائلا انهم" اشخاص حقيقون وهم واقع يجب تقبله ".
من تنبذه الشاشة تنصفه مواقع التواصل الاجتماعي
الرسالة الاهم التي يؤكدها العمل ان من تنبذه او تستخف به المؤسسة الاعلامية ، تنصفه مواقع التواصل الاجتماعي حتى وان كان لا يستحق هذا الانصاف، وأنه على الاعلامي اما الانسياق وراء الاثارة لزيادة نسبة المشاهدة، او التنحي جانبا والجلوس في المنزل ليأخذ مكانه الشخص المتسلق الذي يجيد لعبة "الترند "، لذلك تفضل لالي كيران بعد كل هذه السنوات من العمل والاجتهاد الانسحاب من المعرك ، لتحل محلها المتدربة اسلي التي لم تكمل ثلاثة اشهر من التدريب في المؤسسة ، معتبرة ان الخصم لايستحق المبارزة.
المسلسل مكون من 8 حلقات مليئة بالحوارات العميقة ، ويمكن اعتبار بيرجي اكالاي التي قامت جسدت دور المذيعة لالي كيران، والممثلة الشابة ميراي دانار التي ادت شخصية اسلي هما بطلتي العمل الرئيسيتين، في حين ان النجم ابراهيم شيليكول قدم دور ثانوي او دور مساعد ، وتم الاستعانة به استثمارا لنجاح ثنائيته مع بيرجي اكالاي .
.
