تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
ما هي التغييرات الجسدية التي يمكن أن تحدث أثناء الحمل؟
ما هي التغييرات الجسدية التي يمكن أن تحدث أثناء الحمل؟

ما هي التغييرات الجسدية التي يمكن أن تحدث أثناء الحمل؟

2022-08-20

إن الحمل يجلب مجموعة متنوعة من التغييرات في الجسم، قد يكون بعضها متوقع مثل التورم واحتباس السوائل، في حين أن التغييرات الأخرى قد تكون غير مألوفة مثل تغيرات الرؤية. 

ومن بين التغيرات الأخرى التي تحدث خلال فترة الحمل أيضًا هي التغيرات الهرمونية، حيث تعاني النساء الحوامل من زيادات مفاجئة ومثيرة في هرمون الأستروجين والبروجسترون، كما تحدث هناك تغيرات في كمية ووظيفة الهرمونات الأخرى. 

وفي الحقيقة هذه التغييرات لا تؤثر فقط على الحالة المزاجية، حيث أنها قد تساهم أيضًا في خلق توهج الحمل: وهي عبارة عن حالة من دفق الهرمونات تحصل لجسم المرأة خلال هذه الفترة، وتحفز الغدد على إنتاج المزيد من الزيوت التي تجعل وجه المرأة يبدو لامعًا ونضرًا، كما تعمل على زيادة تدفق الدم وضخة أثناء الحمل، وتساهم بشكل كبير في نمو الجنين.

تغيرات هرمون الأستروجين والبروجسترون

هرمون الأستروجين والبروجسترون هما هرمونات الحمل الرئيسية، حيث تفرز المرأة هرمون الأستروجين أثناء حمل واحد أكثر من إنتاجها طوال حياتها عندها لا تكون حاملًا، وتؤدي زيادة هرمون الأستروجين أثناء الحمل إلى تمكين الرحم والمشيمة من تحسين الأوعية الدموية ونقل المغذيات، بالإضافة إلى أن الأستروجين يُعتقد أنه يلعب دورًا مهمًا في مساعدة الجنين على النمو.

وتزيد مستويات الأستروجين بشكل مطرد أثناء الحمل وتصل إلى ذروتها في الثلث الثالث من الحمل، وقد تؤدي الزيادة السريعة في مستويات الأستروجين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل إلى بعض الغثيان، وخلال الثلث الثاني من الحمل يلعب دورًا رئيسيًا في تطوير قنوات الحليب التي تعمل على تكبير الثديين. 

أما ارتفاع مستويات البروجسترون أثناء الحمل تؤدي إلى ارتخاء الأربطة والمفاصل في جميع أنحاء الجسم، كما أن البروجسترون مهم أيضًا لتحويل الرحم من حجم الكمثرى الصغيرة – في حالة غير الحامل-  إلى رحم يمكنه استيعاب طفل كامل المدة. 

زيادة الوزن واحتباس السوائل والنشاط البدني

إن زيادة الوزن عند النساء الحوامل تزيد من عبء العمل على الجسم من أي نشاط بدني، ويؤدي هذا الوزن الإضافي إلى إبطاء دوران الدم وسوائل الجسم خاصة في الأطراف السفلية.

 وتحتفظ المرأة الحامل بالسوائل وتعاني من تورم في الوجه والأطراف، وقد تبدأ العديد من النساء في ملاحظة تورم طفيف خلال الثلث الثاني من الحمل، وغالبًا ما حتى في الثلث الثالث، وهذه الزيادة في احتباس السوائل هي المسؤولة عن زيادة الوزن التي تتعرض لها النساء أثناء الحمل. 

 

يمكن للحمل أن يغير بشكل كبير كيف تختبر المرأة العالم من خلال البصر والذوق والشم، وذلك من خلال: 

تغييرات الرؤية: تعاني بعض النساء من تغيرات في الرؤية أثناء الحمل، وعادة ما تكون قصر في النظر، وحتى الآن لا يعرف الباحثون الآليات البيولوجية الدقيقة وراء التغيرات في الرؤية، وتشمل التغييرات الشائعة أثناء الحمل عدم الوضوح وعدم الراحة من العدسات اللاصقة.

غالبًا ما تعاني النساء الحوامل من زيادة في ضغط العين، وقد تكون النساء المصابات بمقدمات سكري الحمل أكثر عرضة للإصابة بمشاكل نادرة في العين مثل انفصال الشبكية وفقدان البصر. 

تغير الطعم والرائحة: تعاني معظم النساء من تغيرات في حاسة الذوق أثناء الحمل، وعادة ما يفضلون الأطعمة الأكثر ملوحة والأطعمة الأكثر حلاوة، ويصبح لديهن أيضًا حاسة ذوق أعلى للنكهات القوية الحامضة والمالحة والحلوة، وفي بعض الأحيان تبلغ بعض النساء الحوامل عن تغيرات أيضًا في حاسة الشم، حيث يصبح هناك زيادة وعي وحساسية تجاه مجموعة متنوعة من الروائح. 

تغيرات الثدي وعنق الرحم

إن التغيرات الهرمونية التي تبدأ في الثلث الأول من الحمل ستؤدي إلى العديد من التغييرات الفسيولوجية في جميع أنحاء الجسم، وفي الواقع تساعد هذه التغييرات في تحضير جسد الأم للحمل والولادة والرضاعة الطبيعية. 

تغييرات الثدي: غالبًا ما يخضغ ثدي المرأة الحامل لسلسلة من التغييرات المهمة أثناء الحمل حيث تستعد أجسامهن لتزويد المولود الجديد بالحليب، وغالبًا ما تؤدي هرمونات الحمل التي تؤثر على تصبغ الجلد إلى تغميق الهالة مع نمو الثديين، وقد تشعر المرأة الحامل بالحنان أو الحساسية وتلاحظ أن الأوردة أغمق وأن الحلمتين تبرزان أكثر من قبل الحمل. 

تغييرات عنق الرحم: في كثير من النساء، يزداد سمك أنسجة عنق الرحم ويصبح صلبًا، وحتى أسابيع قليلة قبل الولادة قد يلين عنق الرحم ويتوسع قليلًا بسبب ضغط الطفل، وفي بداية الحمل ينتج عنق الرحم سدادة مخاطية سميكة لإغلاق الرحم، وغالبًا ما يتم إخراج السدادة في أواخر الحمل أو أثناء الولادة. 

تغيرات في الشعر والجلد والأظافر

تعاني العديد من النساء من تغيرات في المظهر الجسدي لبشرتهن أثناء الحمل، وعلى الرغم من معظمها مؤقت إلّا أن بعضها مثل علامات التمدد يمكن أن تبقى دائمة، بالإضافة إلى ذلك فإن النساء اللواتي يعانين من بعض هذه التغييرات الجلدية أثناء الحمل أكثر عرضة للإصابة بها مرة أخرى في حالات الحمل المستقبلية أو حتى أثناء تناول موانع الحمل. 

تغيرات الشعر والأظافر: تعاني العديد من النساء من تغيرات في نمو الشعر والأظافر أثناء الحمل، ويمكن أن تسبب التغيرات الهرمونية أحيانًا تساقط الشعر المفرط وخاصة لدى النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي من تساقط الشعر. 

في حين أن العديد من النساء يعانين من نمو الشعر وزيادة سماكته أثناء الحمل وقد يلاحظن نمو الشعر في أماكن غير مرغوب فيها، حيث يمكن أن يحدث نمو الشعر على الوجه والذراعين والساقين أو الظهر، وتعود معظم التغيرات في نمو الشعر إلى طبيعتها بعد ولادة الطفل. 

فرط التصبغ: الغالبية العظمى من النساء الحوامل يعانين من نوع من فرط التصبغ أثناء الحمل، ويكون ذلك من خلال تغميق لون البشرة على أجزاء من الجسم مثل الهالة والأعضاء التناسلة والندبات وأسفل منتصف البطن، بالإضافة لذلك فإن ما يصل إلى 70% من النساء الحوامل يعانين من تغميق بشرة الوجه وهذه الحالة تُعرف باسم الكلف، ويمكن أن تتفاقم بسبب التعرض لأشعة الشمس. 

علامات التمدد: ربما تكون أكثر تغيرات الجلد شهرة أثناء الحمل، وهي ناتجة عن مزيج من التمدد الجسدي للجلد وتأثيرات التغيرات الهرمونية على مرونة الجلد، وتظهر علامات التمدد على الجلد لدى ما يصل إلى 90% من النساء بحلول الثلث الثالث من الحمل، وغالبًا ما تظهر على الثديين والبطن. 

الطفح الجلدي ودمامل الحمل: قد تعاني نسبة صغيرة من النساء من أمراض جلدية خاصة بالحمل، وتتضمن معظم الحالات بثور ونتوءات حمراء على طول البطن أو الساقين أو الذراعين أو الظهر.

التغييرات التنفسية والتمثيل الغذائي

تعاني النساء الحوامل من زيادة في كمية الأكسجين التي يتم نقلها في الدم، وهذا بسبب زيادة الطلب على الدم واتساع الأوعية الدموية، وتزيد قوى النمو هذه في معدلات التمثيل الغذائي أثناء الحمل، مما يتطلب من النساء زيادة استهلاك الطاقة وتوخي الحذر أثناء فترات المجهود البدني.

التنفس ومستويات الأكسجين في الدم:

أثناء الحمل تزداد كمية الهواء التي تدخل وتخرج من الرئتين بنسبة 30 إلى 50 في المائة بسبب عاملين، حيث يحتوي على كل نفس على كمية أكبر من الهواء، ويزداد معدل التنفس قليلًا، ومع تضخم الرحم قد تكون مساحة حركة الحجاب الحاجز محدودة، لذلك بعض النساء يشعرن بصعوبة في التنفس العميق. 

معدل الأيض:

معدل الأيض الأساسي يزداد بشكل ملحوظ أثناء الحمل، ويتم قياس ذلك من خلال كمية الأكسجين المستخدمة خلال فترات الراحة الكاملة، ويساعد ذلك في تقدير كمية الطاقة المطلوبة للحفاظ على الوزن أو زيادته. 

وتفسر التغييرات في معدلات التمثيل الغذائي الحاجة إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية أثناء الحمل، حيث يزيد جسم المرأة الحامل ببطء من احتياجاته من الطاقة للمساعدة في تغذية التغييرات والنمو الذي يحدث في كل من الأم والطفل. 

وتزداد معدلات التمثيل الغذائي بشكل كبير بمقدار 15 أسبوعًا فقط من الحمل، وتبلغ ذروتها في الثلث الثالث من الحمل خلال مرحلة النمو الأكبر، وقد يؤدي معدل الأيض المتزايد إلى زيادة خطر إصابة النساء الحوامل بنقص السكر في الدم، وعلى الرغم من أن معدل الأيض قد ينخفض قليلًا مع وصول الحمل إلى نهايته، إلّا أنه يظل مرتفعًا عن مستويات ما قبل الحمل لعدة أسابيع بعد الولادة، وسيبقى مرتفعًا طوال مدة الرضاعة الطبيعية عند النساء اللواتي ينتجن الحليب. 

تغيرات في درجة حرارة الجسم: تعتبر زيادة درجة حرارة الجسم الأساسية من أولى بوادر الحمل، حيث سيتم الحفاظ على درجة حرارة أساسية أعلى قليلًا خلال فترة الحمل، وتحتاج النساء أيضًا إلى الماء بشكل أكبر أثناء الحمل، حيث يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لخطر ارتفاع الحرارة والجفاف دون البقاء في حالة رطبة. 

حمل التغييرات الجسدية صحة

احدث المقالات